مقدمة: منطقة كازراه هى منطقة تقع بين القطرون وتجرهى فى اقصى الجنوب الليبى وهى منطقة غنية باشجار النخيل والطلح والاتل كانت فى غابر الازمان منطقة سكنية ورعوية لسكان التبو وكانت محطة واستراحة لمن اراد السفر جنوبا الى تجرهى او شمالا الى مدروسة والبخى حتى القطرون ؟نسجت الكثير من الاساطير حول هذه المنطقة وعرف عنها بانها منطقة مسكونة بالشياطين تناقلها العديد من سكان المنطقة حتى لايكاد عابر بها الا ويحكى حكاية شاهدها او سمع عنها.؟
يحاول الادب التباوى المستوحاه من الثرات ان ينقل لنا صورة عن هذه المنطقة وما ينسج عنها من قصص:
الجزء الاول...
------------------------------------------
فى عصر ذلك اليوم من ايام صيف" زلا" أو فزان و فى دفء احضان وادى الحكمة فى اقصى الجنوب الليبى ما كان ممكن الترحال والسفر الا على ظهور الابل, الشمس تستأدن بالمغيب وقد اخدت اشعتها والتى تميل الى الحمرة فى الاختفاء ,تاركتا ما تبقى من اشعتها تتسرب من وراء اشجار النخيل والتى تطل علينا من ناحية الغرب وكأنها هى الاخرى تستأدننا بالرحيل , حيث بداء ظلام الليل يزحف ببطىء على تلك البقعة من الصحراء حاملا معه السكون والهدوء , لا يكسر هدوءها الا اصوات رغاء الابل واصوات الرجال وهم يحملون ظهور الابل باكياس الدقيق والتمر.
الكل منهمك فى الاستعداد للرحلة حيث سادت الفوضى المكان حتى لا تكاد تعرف من بين الرجال من هو دليل هذه القافلة , هناك عند طرف الساحة رجل قصير القامة ضعيف البنية اللتحف بقطعة قماش فوق رأسه يكبراضعاف حجم رأسه يجلس وهو يحمل ابريق ماء استعدادا للوضوء, انه "كوريمى" واصل الاسم "كورى" حيث اضيفت الميم للتصغيرللدلالة على قصر قامتة.
كوريمى ..رجل رسم الزمن على وجهه كل علامات قسوة الصحراء ومقارعة المستحيل , تستطيع ان ترى ذلك حتى فى عينيه ,فعلامات تحدى الزمن والذى لازال يلاحقه للنيل منه بارزة فى نظراته, وقف "كوريمى " ليعطى اشارة انطلاق الرحلة مشيرا بيده وقد لف مسبحته الطويلة عليها وهو يصيح للرجال "هيا".
انطلقت الرحلة نحوالجنوب وذلك قبل آذان المغرب بقليل, لا يعترض طريقها سوى اشجار الطلح والنخيل والتى تملاء الوادى حيث تنعرج الطريق وتنعرج معها القافلة كل ما صادفها اشجار النخيل او الطلح, وبعد مسير غير طويل وبينما اختفت الشمس تحت افق بعيد توقفت القافلة لاداء صلاة المغرب , ووقفنا لاداء الصلاة خلف كوريمى, وبعد اتمام الصلاة رفع يديه الى السماء ليناجى ربه وهو يدعوه بعبارات اختلطت فيها اللغة العربية بالتباوية حتى لا نكاد نفهم معناها ولكننا قرأنا جميعا فى نهايتها سورة الفاتحة وروجنا من الله الاستجابة والتوفيق فى رحلتنا هذه بقول"آمين" ..