صحيفة "الشرق الأوسط": آلاف النازحين بين المدن الليبية منذ عام 2011، يتشاطرون التساؤل المرير "لماذا عدت يا عيد؟"، وأصبحوا يشتاقون لمجرد الموت في مدنهم
- شعور مرير بالفقد يداهم الليبيين النازحين خلال احتفالات العيد حيث تتجدَّد ذكريات الاشتياق والحنين والمعاناة لدى هذه الشريحة المنسية في عموم #ليبيا، عقب صلاة كل عيد.
- النازحون يشتاقون لمجرد الموت في مدنهم، بعدما دفعوا فاتورة الصراعات، والحروب التي خاضتها ليبيا منذ عام 2011، ومن بينها "عملية الكرامة" و"فجر ليبيا" في عام 2014، ثم الحرب على طرابلس 2019، وهي عملية مستمرة حتى اليوم.
- العيد تحول إلى مناسبة للتذكير بأن "نزوح الليبيين عن منازلهم أصبح أمراً مألوفاً في ظل سيطرة مجموعات مسلحة تقهر وتُهجّر مَن يخالفها.
- أحد النازحين إلى #طرابلس قادماً من #بنغازي، وصف العيد بـ"يوم حزن"، وما يخفف من وطأته قليلا التواصل مع الأقارب عبر الجوال، أو النازحين المقيمين في المنطقة نفسها.
- لا تتوافر أرقام رسمية محلية لأعداد النازحين في عموم ليبيا، نظراً للانقسام السياسي في البلاد الذي ألقى بظلاله على معاناتهم.
- أحدث أرقام دولية لأعداد النازحين تتحدَّث عن وجود 125 ألفاً و802 نازح في البلاد، وفق "المنظمة الدولية للهجرة" و"المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين" في عام 2023، فيما وصفتها الأخيرة بأنها "حالة من النزوح المعقد".
- يعيش البعض مأساة التهجير من بنغازي منذ نوفمبر 2014، إبان ما تُعرف بـ"عملية الكرامة"، ويتذكرون لحظات احتجاز ومداهمات من قبل مَن يعرفون بـ"أولياء الدم".
- هناك معاناة تعيشها أسر ليبية نازحة بسبب غلاء الإيجار وقلة الموارد، وتوقف أجور بعضهم، ومعاناة سيدات دون عائل يعشن على الإعانات، والبعض اضطر لبيع ممتلكاته في بنغازي بربع قيمتها خوفاً من ضياعها.
- أحد النازحين أكد أنه لم يتسلم ديناراً واحداً من المنحة التي وعدت حكومة الدبيبة مؤخرا بالإسراع في إجراءات صرفها.
- موظف حكومي مهجَّر من بنغازي، قال إن مشاعر الحزن لديه تتجدَّد مع العيد، وافتقاد ذكريات طالما عاشها مع عائلته، التي تشتت شملها منذ عام 2014، قائلاً: "باعد النزوح بيني وبين شقيقاتي الثلاث".
- يعبِّر النازحون عن الأسف الشديد على الأوضاع الحالية قائلين: "نحن وآلاف الأسر ندفع ثمن صراع سياسي وعسكري على مصالح شخصية ضيقة".
- يبلغ عدد النازحين إلى غرب ليبيا المسجلين في منظومة الإعانات الأسرية 7800 أسرة، وفق تقديرات رسمية، ويتركزون في مدن طرابلس و #مصراتة و #الزاوية و #الخمس و #زليتن، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن أعدادهم تتراوح ما بين 10 و12 ألف أسرة.
- لا يتوقف الحنين إلى الأهل صبيحة العيد عند النازحين في طرابلس، بل إن المأساة نفسها طالت نازحين في بنغازي، قالوا إنهم هربوا من سطوة الميليشيات في طرابلس.
- النازحون في طرابلس يتذكرون أجواء الفرحة والمعايدات في شوارع الرشيد، وشارع ميزران وطريق الشط وسوق الحوت، بحسب وصفهم: "أصبحنا غرباء في وطننا، وابتعدنا عن عاداتنا".
- أحد النازحين من طرابلس قال إنه لا يستطيع زيارة قبر والده، الذي توفي بجلطة دماغية بعد اعتداء عناصر الميليشيات عليهم وطرده من منزله.
- سجَّلت مدينة #تاورغاء أيضاً حضورها بين السرديات الليبية الحزينة في العيد، وذلك بعد 7 أعوام من اتفاق المصالحة بين المدينتين، الذي أنهى نظرياً سنوات من الصراع والتهجير، الذي طال أهالي تاورغاء، لكن آثاره لا تزال مستمرة.
- بعض أهل تاورغاء النازحين في بنغازي تحدَّثوا عن "عادات وتقاليد وتواصل اجتماعي في العيد افتقدوها"، قائلين بحسرة: "لا ننسى ذكرياتنا، وزيارات متبادلة، ويساورنا الحنين لأرضنا والعودة الكريمة".
- يتبادل شيوخ تاورغاء النازحون، شرقاً وغرباً، صور منازل تعرَّضت للسلب والحرق، وبقيت "أطلالاً"، ومعها حكايات حزينة "لأبناء عمومة وُلدوا في شتات داخل وطنهم".