اختلافنا الثقافى أية للتدبر ,وليس للتنكر ..



======================

لماذا يجب على الليبي العربي تعلّم ثقافات شركائه فى الوطن مثل الامازيغية و التباوية والتارقية؟ لماذا عليه المحافظة على ثقافة شعوب دولته؟

عقود من الزمن فى ظل الثقافة الشمولية فى بلد متعدد الاعراق جعلت من الليبين يجهلون ثقافات غيرهم فى الوطن , والادهى والامر من ذلك حتى عندما يتم طرح هذه الثقافات فى مناسبة او اخرى يحاولون تجريدها من هويتها الاصلية وضمها للهوية الشمولية .نحن مختلفون ما العيب فى ذلك ...انا تباوى لى عاداتى وتقاليدى وانت امازيغى لك عاداتك وتقاليدك وهذا عربى له عاداته وتقاليده وذاك تارقى له عاداته وتقاليده ...ما العيب فى ذلك ؟ لماذا يحاول البعض منا جعلنا نسخة كربونية بلون واحد فقط...الدول متعددة الاعراق والثقافات فى التاريخ دائما كانت دول قوية اذا عرفت كيف تسخر التعددية وجعلها مصدر قوة ؟

لا تخافوا من الاختلاف ...فهى آية من آيات الله , بل خافوا من الافكار التى تدعوا الناس ان يكونوا قطيع على لون واحد... وفكر واحد ..وثقافة واحدة ؟



اسمائنا التباوية....ذاكرة الماضي؟


===================

يحتل الاسم مكانا جوهريا في ثقافات الشعوب، ولا سيما في المجتمعات البدوية كالمجتمع التباوي، فعلاقة الاسم بصاحبه تكاد تكون حتمية "لكل امرئ من اسمه نصيب". وحتى السحر يمارس تقليديا على الاسم كما هو معروف (غالبا اسم الأم). والاسم ليس مجرد علامة لغوية كما هو الحال في الثقافات الغربية المعاصرة، بل كينونة الشخص ومصيره.

فالاسم الشخصي لا يعدُّ رفيق حياة بالنسبة للإنسان فحسب بل إنّه "التسمية الوحيدة للهُوية الحميمية للفرد" فإذا كان "اسمك العائلي هو بطاقة هُويتك، لوح ترقيمك؛ فانّ اسمك الشخصي هُو أنت..". والحديث عنك لا يتّم في الأحوال العادية إلاّ من خلال ذكر اسمك الشخصي،..أنّ الاسم الشخصي تواصل اجتماعي-ثقافي« بين المولود ومُجتمعه. وأنّه لا يُوفر أكثر عناصر المنظومة التسموية بداهة فحسب، بل إنّه يُمثِّل أولى خُطوات استدخال الفرد لأسس النظام الرمزي، الاثني، الثقافي و الهُوياتي لفضائه الاجتماعي؛ حيث يؤمِّن فِعلُ مَنْحِهِ بداية حلقات سيرورة بناء هُويته ومجتمعه (تنشئته اجتماعيا).

لقد لعب الاسم الشخصي بوصفه فاعلا اجتماعيا، دورا كبيرا في التأثير على الحياة السوسيونفسية للأفراد والجماعات، لدرجة توصل معها إلى فرض العديد من الالتزامات أو المحظورات الاجتماعية على السَمِيِّ.

ومن هذا المنطلق فالاسماء التباوية للذكر او الانثى تعكس الهوية الثقافية لهذا الشعب , فهي الشفرة السوسيو نفسية للأفراد ,تحمل معاني وعادات وذاكرة, تجعل الآخرين يتوقفون عنده بشيء من التحليل لمعرفة مصدر اشتقاقه.

بوديي …اسم علم مؤنث في اللغة التباوية , تطلق على المرأة ,ويأتي مصدر الاسم واشتقاقه من فعل المقارن , فالاسم مشتق من اسم " باه" او بانوه ( قريبك) ..يعني قريب أو من تربطك بهم صلة رحم , واسم بديي , تعني المرأة كثيرة الأقارب,وهو مصدر فخر فى الثقافة التباوية , كأن المرأة تقارن نفسها بامرأة أخرى قليلة الأقارب,

علي أنر باحث في الثقافة والتراث التباوي

نيوزيلندا

اللغة التباوية

==
الاهتمام باللغة التباوية اصبح ضمن دائرة اهتمام العديد من الاوساط التى تهتم بدراسة التركيبة الاجتماعية بافريقيا , وحسب اعتقادى ان اللغة التباوية وعلى مدى تاريخها الطويل لم تكن مثار جدل واهتمام كما كانت عليه فى الوقت الحاضر ؟
هناك سؤال مصيرى يتعلق بكيان وهوية ومصير ابناء التبو وقبل ان اضع السؤال يجب ان اذكر نفسى واذكر اخوتى ابناء التبو بالحقائق التالية...
1- اللغة التباوية هى لغة شفهية مثوارثة
2- اللغة التباوية ليست لها حروف او ابجديات
3- اللغة التباوية ثأترت باللغة العربية واللغة الفرنسية ولغة الهوسة واصبحت تحتوى على العديد من الكلمات الغير تباوية الاصل
4-اكبر نسبة من الكلمات فى اللغة التباوية هى الكلمات العربية ثم الهوسة ثم الفرنسية
5- اللغة التباوية لغة شفهية وبالتالى هى عرضة للاندثار والانقراض
6- عدم كتابة اللغة التباوية اثر على الثرات التباوى فاصبح بدوره ثرات شفهى منقول وعرضة للضياع
7-هناك طفرة توعوية بهذه الحقائق ادت الى البحث عن طريقة لايجاد ابجديات وحروف للغة التباوية
8- هناك من يرى البحث عن الحروف اللاثينية للكتابة وهناك من يرى البحث عن الحروف العربية للكتابة وهناك من يبحث عن الرموز التقليدية لصياغتها فى حروف
السؤال ...
هل البحث عن حروف للغة التباوية للكتابة والثوتيق والتعليم هى قضية ومهمة نخبوية ام قضية ومهمة اممية ؟ بمعنى هل هى مهمة الامة التباوية جمعا ام هى مهمة النخبة المثقفة التى تبحث عن دور

حلمة افزعتني...



لست من الذين يحلمون كثيرا عندما ينامون ،ولكن يحصل ذلك عندما افكر كثيرا واسرح بافكاري خلال النهار احيانا ، رأيت فيما يرى النائم...

مجموعة من الفنانين والذين يسمون فى لغتنا التباوية " دوداه"...يتجولون فى أنحاء اوربا ويغنون اغاني " الكدي "...فى الساحات العامة ، ورأيت الأجانب يستمتعون بغنائهم ويرقصون لدرجة اغداقهم بالنقود ؟...تسألت من ذا الذي أتى بهؤلاء الى صقيع اوربا ؟؟؟؟؟..، ولماذا جاؤا للغناء فى بلاد الاعاجم...ومن الذي تكفل بإرسالهم ، ووفر لهم الإقامة؟

وبينما كنت استمتع بغنائهم واهز بدني النحيف بالرقص على دقات طبولهم ، واوزع الابتسامة كرما على المعجبين بالساحة، ربث على كثفى أحدهم وقال لي أنا من أتى بهم الى هنا ...وانا من تكفل بتكاليف إقامتهم وانا من فكر وقدر لهذا المهرجان ؟؟؟ ، سألته من انت فقال لي ...انا الثرات التباوي...جئت لأعرف بنفسي للأجانب، بعد أن اهملني وتجاهلني قومي...جئت بهم الى هنا لنحيا..ونزدهر ...ونتعارف...والنتيجة كما ترى...

نساء وشباب واطفال ورجال يرقصون على أنغام الكدي..دون أن يفهموا اى كلمة من لغتنا، ؟

الموسيقى، والغناء، والرقص لغة عالمية ليست فى حاجة الى ترجمة أو قاموس للفهم ، يكفي فقط أن تملك طيبة قلب خالي من الكراهية والعنصرية ...

استيقظت من حلمي مفزوعا ، على صوت شجار وعراك ، سألت عن السبب فقال لي أحدهم...لقد تبادلوا الشتائم..ووصف أحدهم الآخر باللغة التباوية .." دودي ميي"..اي يا .." أبن الحداد،"..وهذه مسبة يمكن أن تراق على جنباتها الدماء ...

تبا ....لهم لقد افسدوا حلمي الجميل ...

الكاتب: محمد طاهر

التقيكم في حلمة أخرى قريبا ...

مطرانر ...

ثقافة وتراث....

مطرانر ...من فضائل الاسماء في الثقافة التباوية

في المجتمع التباوي ظاهرة تشابه الاسماء ، لها دلالة ومعنى فإذا كان اسمك آجي ، واسم صديقك او جارك او قريبك يحمل نفس الاسم آجي فهنا تسمى " مطرانر " ..

مطرانر ...لها وقع الاحترام والاعتزاز ، وغالبا ما يلجاء الاقارب الى التفريق بين الاسمين بصفة أخرى مثلا ..مثلا أجي مادوا، او آجي بويي..اي آجي الأحمر او آجي الكبير حتى يحصل التفريق بين الاسمين بسهولة ويسر ...

"مطرانر" او الاسم الشبيه تتميز بها الثقافة التباوية عن غيرها ...؟

التشابه ممكن يحصل فية اسماء الرجال او النساء على حد سواء لرجلان او أمراتان بنفس الاسم مثلا :" بيلا "...اسم علم مؤنت تطلق على المرأة ، اذا حملت امرأة أخرى نفس الاسم ،تسمى "مطرا "..، ولها معنى ودلالة الاحترام المتبادل فى ثقافة التبو قد لا تجدها فى ثقافات المجتمعات الاخرى..

علي أنر - باحث في الثقافة التباوية

اللباس التقليدي

اللباس التقليدي شفرة خاصة ، تميزك عن غيرك وتصنفك ضمن المجموعة البشرية التي تنتمي إليها عرقيا وثقافيا ...

قره بوبو ...هذا اللباس التقليدي هو ما يميز الرجل التباوي ، وهو عنوان هيبة وجمال ووجاهة للرجل التباوي ...

بزينا نفتخر ، وبتراثنا نرتقي ...

دردي او سلطنة التبو....؟


=============

مشيخة التبو هو نظام اجتماعي قديم ،ونظام عرفي كان له دور إيجابي في حل مشاكل المجتمع التباوي عندما لم يكن هناك نظام سياسي وايطار اداري يجمع هذا المجتمع ،فاجتهد مشايخه واعيانه في ايجاد دستور عرفي كان له الفضل في الحفاظ على وحدة هذا المجتمع ؟

مع تطور العصر وتنوع امكاناته ووسائله، يواجه هذا المجتمع كغيره من المجتمعات الانسانية تحديات جمه ثمتلت فى وسائل التقنية والمعلوماتية ،والمؤثرات العقلية ، ووسائل النقل الحديثة، والعملات التجارية المختلفة، والإرهاب الفكري والمادي، وحرية الراي ؟

ان عدم مواكبة مشيخة التبو التقليدية لهذه التحديات وإيجاد حلول ترتقي إلى مستوى هذه التحديات يضع المشيخة في مازق ، مما يجعلها أعضاء هذه المشيخة وخاصة من فئة الشباب يجتهدون فى البحث عن وسائل أخرى تحل قضاياهم المعاصرة...

كل الهياكل السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدمي التى استحدثت في العصر الحالي فى هذا المجتمع ما هي الا محاولات لمواكبة هذا العصر , ولكنها لم تمس الجهور ؟

فهل سيجتمع حكماء ومشايخ التبو كما حصل قبل 100 عام للنظر فى تجديد قوانين واعراف مشيختهم ...؟

محمد طاهر

اركنوا ....شجرة ذات رمزية عند قبائل التبو؟ ما اهميتها؟


===============================

كثيرة هى الاشجار التى تنمو فى مناطق واقاليم التبو , ولاكن قل ما نجد شجرة تحظى بالقداسة والتبجيل والاحترام والرمزية كما هو الحال فى شجرة اركنو وهى شجرة ظليلة وذو افرع كثيفة وتنموا وحيدة فى الصحراء , ؟ فما هى الرمزية التى ثمتلها هذه الشجرة ولماذا هى دون غيرها من الاشجارالتى تحظى بالقداسة ؟ وما هو تاريخها فى مناطق التبو ؟

لهذه الشجرة مميزات كثيرة عند قبائل التبو :

يعتبر التبو شجرة اركنو كالكتاب المفتوح تسجل على جدعها كل رموزهم وسيمهم القبلية ؟

تحت هذه الشجرة تجرى مراسم تنصيب سلطنات بعض القبائل ؟

يحتمى بها من الرعد عند مواسم الامطار ؟

قد تجد هذه الشجرة فى صحراء قبائل التبو واول ما يلفت نظرك هو كثرت الرسوم والسمات على جذع هذه الشجرة و التى تخص القبائل المختلفة , حيث تبقى هذه الرسوم والسمات ازمنة طويلة على جذعها دون أن تمتحى ,؟ ويضرب بها الامثال عندما يتبادل الانسان التباوى الجمال والتى بالعادة عليه سمة قبيلته لينتقل الى شخص آخر من قبيلة اخرى فيضع سمة اخرى عليها ..ونظرا لكثرة “ السيمة على هذا الجمل “ يضرب به المثل “ جمل مثل شجرة اركنوا “ لان كل من يشتريه يضع عليها سمته ,ولكن اهم ما يميز هذه الشجرة هو طول عمرها الزمنى “ يقال انها تعمر حتى مأتي سنة ولهذا السبب تجرى مراسم تنصيب سلطان التبو تحت هذه الشجرة ثيمنا بطول عمر السلطان الجديد ؟

اما قصة قدرتها من الوقاية من الرعد فى موسم الامطار فهى عادة يمارسها الرعاة فى الصحراء ولا احد يعرف سرها ؟

ومن اشهر القبائل التى تجرى مراسم تنصيب سلطانها تحت هذه الشجرة هى قبيلة “ ارنا “ وهى من اشهر قبائل التبو

من الامثال التباوية التى تضرب على هذه الشجرة يقال ":

“ انسان معمر مثل شجرة اركنو؟

أو " جمل مثل شجرة اركنوا” ...عليها سمات كثيرة نظرا لتبادل ملكيتها اكثر من انسان ووضع كل واحد سمته عليها فيقال “ للدلالة على كثرة انتقال ملكيته ؟

علي أنر -باحث في الثقافة التباوية

نظام القضاء العرفى التباوى...


قوانين واعراف قبائل التبو...( كتبا)

______________________________

اجتمع قبل مائة عام مشرعوا مشايخ التبو وعددهم يزيد عن 42 شيخا من الحكماء والوجهاء من كافة قباءىل التبو تحت سلطة سلطان شهاي بوغر ( سلطان التبو ) حين ذاك, اجتمعوا لاعداد الدستور العرفى التباوى حيث استغرق مدة الإعداد لمسودة الدستور شهورا عديدة عملوا خلالها دون كلل ولا ملل ليلا ونهارا و استعانوا بالعادات والتقاليد والدين حيث أخذت بعضها من نصوص الشريعة الإسلامية بالتعاون مع الزوايا السنوسية فى ذلك الوقت وأخرى من العادات والتقاليد الموروثة وبعضها من الواقع المعاش فى ذاك الوقت . حيث تم التوافق والاتفاق على النصوص الدستورية والتى تنظم حياة المجتمع التباوى وتم اقراره . غطى الدستور العرفى كل جوانب الحياة والاجتماعية والسياسية لمجتمع التبو وتم وضع حلول لكثير من المشاكل والتى كانت تواجه المجتمع التباوى طبقا لنصوص هذا الدستور وتم تطبيقها بنجاح في كل الأزمنة الماضية مع تعديل ما يلزم من بنودها في حالة تولي سلطان جديد السلطة . ولعب هذا الدستور دورا أساسيا في الحفاظ على سلامة المجتمع التباوى من التفتت والضياع نتيجة الحروب والمشاحنات القبلية لأنها مثلت مرجعية اجتماعية لها قدسية عرفية تتجاوز القوانين الإدارية بالدول التى يعيشون بها.ولا زال ابناء قبائل التبو يحلون مشاكلهم الاجتماعية فى امور الجواز والطلاق والقتل والدية ...الخ استنادا لهذا الدستور العرفى:

افرز هذا الدستور والذى يحفظه وجهاء ومشايخ التبو عن ظهر قلب مجموعة من القضاه العرفيين والذين اكتسبوا الخبرة والتجربة بالممارسة ثوارتوها جيلا بعد جيل واصبحوا خبراء بالتجربة لا تستعصى عليهم مشكلة الا ووجدوا لها الحل من خلال هذا الدستور؟

وسنعرض كلما امكن ذلك احد الشخصيات المهمة والذين عملوا فى وظيفة قاضى عرفى فى مجتمع التبو

المرحوم : شيماي جيرامي والمتوفى سنة 2009 ..

كان كبير قضاة التبو وساهم بحل مشاكل قبائل التبو حسب الدستور العرفى للتبو حيث عمل بهذه الوظيفة مدة 50 سنة تقريبا , وكان احد كبار اعضاء لجنة الصلح التباوي لمجلس القطرون وكان المرحوم يتصف بالشجاعة والصبر والصدق والتواضع ويحضى باحترام الجميع فى مجتمع التبو .

قبائل التبو والى زمن قريب كانوا لا يعرفون تقديم شكوى الى مراكز الشرطة عندما يتعلق الامر بالمشاكل بينهم بل يلجأون الى القاضى العرفى او لجنة الصلح بالقبيلة والذى ينظر فى الشكوى ويحسم المشكلة

فى حالات عدم الرضى بالحكم يمكن الاستئناف , والبحث عن قاضى آخر او ما يسمى باليارى او الوسيط ولكن نادرا ما يأتى الحكم مخالفا للحكم الاول لان اساس الاحتكام هو الدستور التباوى.

.

الكاتب : على أنر..باحث في التراث والثقافة التباوية