كشمير .. الأرث الأستعماري البريطاني وشرارة الحرب النووية ..---منقول


من هونغ كونغ إلى كشمير حتى القدس وجوبا وعدن والبصرة وبرقة .. أزمات تشتعل بقاسم مشترك هو الأرث الإستعماري البريطاني ..

مع الإختلاف في تفاصيل القضايا ، لكن كلها تتقاسم الأرث الأستعماري البريطاني ، الذي ترك ساحة ملغومة قابلة للإنفجار في أي وقت ..

أنتهت الأمبراطورية التي لا

تغيب عنها الشمس لكنها زرعت بذور الفرقة والحروب الأهلية التي تؤمن عودة المستعمر في أي زمن ..

يرجع تاريخ النزاع الكشميري بين الهند وباكستان إلى سنة 1947 بعد فترة الأستعمار البريطاني ، حيث لم يتقرر وضع كشمير في مرحلة التقسيم سواء بالانضمام إلى الهند أو إلى باكستان ، وأجج الوضع بوجود غالبية السكان 90% مسلمين تحت حكم هندوسي ، حيث أن المسلمون في كشمير أحتفلوا باستقلال باكستان يوم 15 أغسطس 1947 ورفعوا الأعلام الباكستانية في كشمير ، لكن المهراجا الحاكم أمر بإنزال تلك الأعلام ، و قررالإنضمام الى الهند دون الرجوع الى سكان كشمير ، فأندلعت مظاهرات ومواجهات مسلحة تدخل على إثرها رجال القبائل الباكستانية لمساندة المسلمين ، ودخلت القوات الهندية لنصرة الحاكم الهندوسي ، وتحول الصراع من مواجهة بين الشعب وحكومته الى صراع بين دولتي الهند وباكستان ، وأستمر القتال عام كامل تدخلت بعدها الأمم المتحدة وأنشأت خط وقف إطلاق النار بجعل ثلثي مساحة كشمير وأربعة أخماس السكان تحت السيطرة الهندية والباقي تحت السيطرة الباكستانية .. ولم تكن حل فتأججت صراعات لاحقا في 1965 ، 1999 ، 2001 ..

والأكثر خطورة هو امتلاك الدولتين للسلاح النووي مما ينبئ بإحتمال قيام مواجهة نووية في شبه القارة الهندية .. فتيلها في لندن وأدارتها من لوبيات المال الدولي .

أيضا من الأرث البريطاني الخطير كان ملاك الأراضي والأثرياء من عائلة المهراجا أو عائلات هندوسية أقطاعية ، أما المسلمون فكانوا فقراء وعمال كادحين ويدفعون ضرائب ثقيلة .

يمثل الأقليم أهمية إستراتيجية للهند في توازن القوى بين الهند والصين ، ويمثل لباكستان أهمية جغرافية وأقتصادية حيث تنبع أنهار باكستان الثلاثة (السند وجليم وجناب) منه ، وهو ما يشكل تهديد للأمن القومي الباكستاني في حالة سيطرة الهند عليه .

هكذا زرعب بذور الحرب وترك الناس ضحايا أي شرارة تندلع ، وعبرت عن ذلك مجلة فورين بوليسي بعنوان ( إرث الإمبراطورية .. كيف مهد الاستعمار البريطاني الطريق لصراعات المستقبل في كشمير وهونج كونج؟ )

حيث كتبت أن "كريس باتن" آخر حاكم لهونج كونج ، أثناء زيارته لإحدى مؤسسات الأمراض العقلية قبل فترة وجيزة من عملية التسليم. سأله أحد المرضى ( أنت تخبرنا دائمًا أن بريطانيا هي أقدم ديمقراطية في العالم. فهل يمكنك أن تشرح لي لماذا تقوم بتسليم هونج كونج للصين دون أن تسأل الشعب في هونج كونج عن رأيهم ؟ ) وقال باتن إنه كان ( أعقل سؤال في هونج كونج ) .

هل فهمتم الأجابة ولماذا تزرع بريطانيا هذه الألغام ؟...