#بقلم: د. أدريان أدريسي شرمخان.
#ملخص:
- أزمة الجنوب ليبيا - الموطن التبو تكمن هذه الأزمة حرب إبادة جماعية تقوم بها المليشيات التابعة لحكومات و بعض القبائل الليبية مدعومة من قبل منظمات المدنية و إستخبارات لبعض الدول العربية و هيئات الإعلامية ضد القبائل والمجموعات الأفريقية التي تنتمي لأمة التباوية الموجودة في المنطقة الجنوب ليبيا الموطن التبو التاريخي.
- ورقة البحث تحت العنوان " أزمة الجنوب الليبي
"الموطن التبو " : التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ثلاث دراسات :
1- أزمة الموطن التبو : الليبية والعروبة والتباوية و الأفريقية .
2 - وأزمة الموطن التبو : بداياتها وتطوراتها .
3 -أزمة الجنوب الليبي: أبعادها السياسية والثقافية .
#سبب أختياري لهذا الموضوع :
قد تصاعدت الأحداث في الجنوب الليبي - الموطن التاريخي لأمة التبو، وأضحت الشاغل للمجتمع الدولي والهم الأول الذي يؤرق الضمير العالمي وحظيت بتغطية إعلامية واسعة.
#نبذ مختصر للموطن التبو :
- تنقسم الجنوب الليبي إلى أثنين أقاليم التاريخية داخل الموطن التبو " زالاء - فزان و تازر - الكفرة " ، وتتشارك مع حدود أربع دول ، هي تشاد و السودان و المصر و النيجر وتقطنها مجموعة كبيرة من القبائل تزيد على 100 قبيلة، تنتمي إلى أصول لأمة التباوية ذات أصول الأفريقية و قليل من قبائل ذات أصول عربية قادمة من شبه الجزيرة العربية و قبائل الامازيغية و بعض من الاهالي هم زنوج الليبيين و الطوارق .
- ومن أبرزها: تيداء و كيردا و أنكازا و مورديا و دومازا و وزانغا ، ولكنها جميعها تنتمي لأمة التباوية و تدين بالإسلام.
وقد أدت موجات الجفاف التي ضربت الإقليم التبو خاصة تلك التي وقعت في أواخر الستينيات ناتجة بالسياسات الوحدوية العربية بقيادة العقيد القذافي إلى إلحاق أضرار واسعة بالمعاش اليومي و سياسات التهجير و الأقصاء و التهميش و العنصرية للسكان المحليين الأصليين الذي تردت أوضاعهم بصورة ملحوظة.
- فالعديد منقبائل العربية هجرت مناطقها المتعارف عليها إلى مناطق أخرى التباوية أفضل من التي اضطرت إلى تركها بدعم من الحكومات و المنظمات العربية الليبية ، وأسهم هذه الهجرات انتشار السلاح وتنامي الحركات المسلحة التباوية مدافعا عن أراضيها و العربية الغازية مشحونة بالفكر الاستيطاني و مدعومة من حكومات و استخبارات و جيوش الدول زادا حدة أزمة للموطن التبو وتعقيدها.
#أراء الباحثين:
وبرأي الباحثين تكمن أزمة الجنوب الليبي - موطن التبو التاريخية ، هذه الأزمة كحرب إبادة جماعية تقوم بها الملشيات التابعة للقبائل العربية المدعومة من قبل الحكومات الليبية في شمال و شرق البلاد بمساندة بعض قبائلهم العربية و استئجار المرتزقة من خارج الدولة ضد قبائل و مجموعات التباوية الأفريقية الموجودة في تلك مناطق التباوية.
#فهذا الأمر -حسب الباحث الأمريكي أدريان جون - يتفق مع معطيات الواقع على الأرض ، فمشكلة موطن التبو في داخل جغرافيا الليبية في الأساس هي الحقوق و الهوية و التاريخ و التنمية ، وفي حقيقة الأمر تقع مسؤولية ما يجري في إقاليم و المدن التباوية الآن على عاتق جميع الأنظمة التي تعاقبت على السلطة في ليبيا من الإدارات الاستعمارية مرورا إلى المملكة الليبية حتى عهد القذافي و انتهاءا إلى حكومات التي ظهرت في ساحة الليبية بعد الثورة 17 من الفبراير ، فهم لم يبذلوا الجهد المطلوب للنهوض بهذا الإقاليم و المدن وبأهله الأصليين " التبو " بل وقفت مع طرف العربي سياسيا و اعلاميا و اصبحوا جزءا و طرفا من هذا الصراع بحجة القومية العربية .
#مراحل التطور الأحداث:
وبقيت الأحداث الدامية في جنوب ليبيا تتصاعد حتى طاولت طبيعة الأزمة وحجم انتشارها الجغرافي، فقد ولدت في أوائل الستينيات على شكل صحوة سياسية العربية هدفها التهميش سلطة التباوية و تقليص تواجد التباوي في إقاليم الجنوبية " تازر-الكفرة و فزان- زلاء ".
ثم تطورت إلى احتجاج المسلح في سنة 1980 ضد التبو سرعان ما قضي عليه بعد تدخل دول الجوار و منظمات الإقليمية و الدولية، ثم فاجأت العالم في سنة 1988 بضربات عسكرية عنيفة ومتتالية ضد المدنيين غطت الأقاليم أتنين لإقاليم التبو " تازر- الكفرة و زلاء- فزان " بدأت في بدايتها في سياسات التهميش الإداري و من ثم سرعا ما تحولت إلى ضربات العسكرية عنيفة و متتالية و اعتقالات على اساس الهوية و تدمير المنازل و حجز و نهب للممتلكات و ممارسة ضغوطات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ضد المدنيين التبو في داخل اقاليمهم و مناطقهم.
#الغرض نشأ و تشكيل كتائب للمليشيات العربية و شرعنتها في داخل جغرافيا التبو :
لم تنشأ هذه مليشيات العسكرية العربية مدعومة من جنرالات و وزارات و سلطات التشرعية للدولة التي نراها الأن تستعد لمحاربة الأمة التباوية و تشويه الإعلامي الممنهجة لتشويه سمعتها عبر القنوات الفضائية الرسمية و صفحات التواصل الاجتماعي التي تتبع لتلك الحكومات العنصرية من فراغ، فقد سبقتها إلى الاحتجاج إرهاصات سياسية كان أهمها تجمع سياسي منظم نشأ تحت إسم مكافحة الأقليات في داخل أراضي الليبية في عام 1977 هدفه التعريب كل من هو ليس العربي و تسهيل الاستيطان بعض العرب في المناطق التباوية و منح القوة للزنوج الضعفاء و تتلقى دعمها و تمويلها من العقيد القومي و زعيم العروبة القذافي و بعض من المنظمات التي تأسست بغرض تحقيق هذا الهدف في شمال الافريقيا.
#سياسات و أهداف لمليشيات و المنظمات المدعومة من قبل تلك الحكومات العنصرية :
جاءت مطالب هذه المنظمات بتركيز على إجبار التبو بالتغيير
لغتهم التباوية في موطنهم إلى اللغة العربية و حرمان تسمية أبناء التبو بأسامي التباوية الأصل وعدم مشاركة أي التباوي في السلطة والثروة مع الشعب الليبي العربي و حرمان أبناء التبو بتعليم في بعض التخصصات و الكليات العسكرية و حرمان التبو امتلاك الأراضي و المزارع و حرمان أبناء التبو لدراسة في الخارج و حرمان أبناء التبو في مشاركة البرامج و النشاطات و الدورات و التنموية ، وكان منهجها التعريب و قضاء على الثقافات و العادات و التقاليد التباوية و إضعاف و و اقصاء و تهميش و تخوين و تشويه و تشكيك الممنهج ضد الأمة التباوية .
#التوصيات:
#أؤكد بأن هذه المبادئ و الأهداف العنصرية و الإقصائية ضد سكان الاصلية لا تتطابق مع الإيصال لحل مشكلة الجنوب الليبي خاصة و ليبيا عامة، ما عدا مبدأ حق تقرير المصير الذي يراه مشجعا كل أبناء التبو في حالة إستمرار هذه سياسة العنصرية القذرة أو ايجاد برنامجا أو مشروعا يوحد الليبيين و يوفر حقوقهم من دون الإقصاء و التهميش و منح للتبو تميزا الايجابي في هذه الجغرافيا الليبية التي تشهدها التاريخ بإنتمائهم لها و سماح لهم ممارسة كل ثقافاتهم و عاداتهم و تقاليدهم و مشاركة معهم في السلطة و الثروة مع الحكومة الليبية أسوة عن باقي الشعب و أعتراف بحقوقهم السياسية و الثقافية و الاجتماعية بكامل كالشعوب الأصلية في ليبيا و و احترام بهويتهك و أنتمائهم الأفريقي و كل الحقوق التي ذكرها الأمم المتحدة بشأن الشعوب الاصلية و توفير الأمن و الحماية لهم و وضع مشروعات التنمية و النهضة للمناطقهم و تطوير لغتهم و وثقافتهم .
#التوقعات المستقبلية في حال أستمرار سياسات القومية العنصرية القذرة ضد الامة التبو:
في حال الإستمرار هذه سياسات العنصرية القذرة لا نرى في المستقبل القريب إلا التشتت و التفرقة و الإنقسام لليبيا وحدتها و نسيجها الاجتماعي و تدخل الايادي الغربية القذرة لاستغلال الموقف.
#ملاحظة :
أستعمال القوة و السلاح و سلوك العنصري و الأقصائي و التهميش و فكر الأحادي و تشويه السكان الأصليين و تزوير تاريخهم و زرع أفكار العنصرية الغجرية في عقول الأجيال القادمة لا تبني المجتماعات و الأوطان بل تتشتت الوحدة و تهدد السلم الأجتماعي و تنقسم الدول و تضعفها أمام باقي الدول كما حدثت لبعض الدول بسبب نفس هذه السلوك و السياسات .
#تحياتي لكم جميعا .