منذ أن بدأت الفصائل الفلسطينية هجومها على قوات ومستوطنات الكيان الصـ هيوني تابعت تطور الأحداث يوم بيوم وساعة بساعة بالإضافة لردود الفعل ومواقف الدول الغربية المنافقة بديمقراطية وحقوق الإنسان التي دمرت بها أوطاننا بينما لا يطبقونها على أنفسهم !
عدة أسئلة طرحت حول حقيقة الهجوم الذي حدث :
كيف تمكنت الفصائل من شن هكذا عملية واسعة و إلحاق هزيمة بالكيان لم يتجرعها منذ سنة 1973 ؟
لماذا انهارت قوات الكيان بهكذا سهولة بجدرانها العازلة وحصاره المطبق على غـزة ؟
هل ماحدث كان مدبر وبتنسيق بين الفصائل و الكيان و إيران ؟
عدة علامات إستفهام تستدعي منك البحث وضرورة الوصول لقراءة مقنعة فأهلنا في فلسطين يموتون أمام حرب بربرية همجية يشنها الكيان ونحن كعرب ومسلمين مازلنا نتصارع ونشمت في بعضنا متغافلين عن حقيقة أن الدور قادم على الجميع !! نعم الدور قادم على الجميع وهذا مايجعلني أقول بأن هذه الحرب لم تكن بتدبير من إيران التي بالمناسبة نظام الملالي فيها من أهم اصدقاء إسرائيل ولا بتخطيط من الفصائل الفلسطينية التي وقعت في فخ الإستدراج وفتح العدو الممرات أمامهم ليبرر فيما بعد ماسيفعله !
الحرب اليوم في فلسطين خططت لها إسرائيل بعناية ودبرتها مع الأمريكان ولو دققتم في الأهداف التي يريدون تحقيقها لعرفتم أن هذه المرة نواجه حرب حقيقية مع هذا الكيان و إدارة البيت الأبيض التي وبكل إستغراب حركت بوارجها الحربية وحاملات طائراتها لشرق الأوسط !! وهل هناك احد عاقل يعتقد أن امريكا تحرك كل قوتها لمواجهة فصائل مسلحة تحمل الكلاشنكوف !!
الكيان الصـ هيوني أراد الحرب لتحقيق هدفين ، أولهم و أبرزهم هو رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد بتهجير سكان غزة نحو مدينة رفح ومصر لتوريطها من أجل ضمان تصفية القضية الفلسطينية و أدعوكم في هذه النقطة للإستماع لتسجيلات الرئيس المصري الراحل " حسني مبارك " وماطلبه منه نتنياهو سنة 2009 فتم رفض طلبه ثم وجد الإسرائيليين مصلحتهم مع تنظيم الإخوان ورئيسهم الراحل " محمد مرسي " الذي عرض على الرئيس الفلسطيني " محمود عباس " التهجير الى رفح و ادعوكم مرة أخرى للإستماع لرئيس عباس وماقاله حرفياً !
الكيان الصـ هيوني اراد الحرب حتى ينجح نتنياهو من إيجاد مخرج لنفسه وحكومته بعد الضغط وحالة الرفض الشعبي الداخلي الذي يواجهه بسبب فشله !
أما الأمريكان فبعد ماعجزو في مواجهة روسـيـا عبر دميتهم الأوكرانية زيلينسكي وفشلو في إستفزاز الصين لشن هجومها على تايوان إختارو الشرق الأوسط وبلداننا العربية لجرنا نحو دوامة عنف فأمريكا مستعدة لادخال كل العالم في حروب مدمرة طالما هذه الحروب تحقق لها إستمرارية هيمنتها كقطب واحد فقط تحكم هى من خلاله .
الربيع العربي المشؤوم نجح في تدمير سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و السودان لكن نجت منه مصر و وتونس و الهدف الاكبر الان هى مصر التي حركو لها أثيوبيا بقضية سد النهضة ثم أشعلو لها الحرب في السودان و استدعو لها تركيا من ليبيا و الان اعلنو حربهم في غزة لتهجير سكانها نحوها أما تـونـس فقد إستلمها الإتحاد الاوروبي الذي يبتزها بملف الهجرة ويهددها بشروط البنك الدولي لتضييق عليها إقتصادياً .
نحو نواجه حرب وجود و العقل العربي لابد أن يستوعب مايجري بدل من الإستمرار في تدمير انفسنا بأنفسنا بخلافاتنا التي لم تنتهي وتركت فراغ ملئته إيران بأحقادها و إسرائيل بجرائمها .
مـحـمـد قـشـوط—-منقول