مع ترقب قرع طبول عمل عسكري هددت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” ضد النيجر، ترفض تشاد المشاركة، خشية أن يعطي ذلك المعارضة فرصة لشن حرب على إنجامينا.
وأعلنت عدة دول جاهزيتها للتدخل العسكري مع “إيكواس”، وإعداد قواتها، ومنها كوت ديفوار، رغم حديث التكتل عن تفضيله الحل السلمي.
الأمور في جارة النيجر الشرقية، تشاد تبدو أكثر هدوء، حيث تريد إنجامينا أن تبعد نفسها عن تأثيرات هذا الصراع الذي لا يعرف أحد تداعياته.
ماذا وراء رفض تشاد المشاركة في أي عمل ضد الانقلابيين بالنيجر؟
• أكد وزير الدفاع التشادي عبر التلفزيون الرسمي، الأسبوع الماضي، أن بلاده لن تتدخل في الانقلاب الذي تشهده جارتها النيجر.
• تخشى تشاد رد فعل سلطات الانقلاب في النيجر، فتقوم بدعم المعارضة المسلحة المتواجدة في شمال البلاد، وهي المنطقة التي سبق وتعرض فيها الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي للقتل على يد حركة “فاكت” التي قادت تمردا في عام 2021 في إقليم تبيستي.
• حدث الخميس 10 أغسطس يعزز هذه المخاوف، وهو عودة التوتر إلى شمال البلاد، وخاصة في منطقة كوري بوغدي الغنية بمناجم الذهب قرب الحدود مع ليبيا، بإعلان فصيل مسلح يسمى “مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية” نصب كمين لقوات الجيش التشادي، أسفر عن خسائر في الأرواح وأسر جنود، والاستيلاء على أسلحة حسب بيان نشرته هذه الحركة على موقع “فيسبوك”.
• سبق وخاض الجيش التشادي معارك مسلحة ضد المتمردين في شمال البلاد، بعد مقتل إدريس ديبي، في أبريل 2021، وهدأت المعارك بدخول الحكومة وكثير من حركات المعارضة في محادثات “الحوار الوطني”.
البحث عن الاستقرار
المحلل السياسي التشادي، علي موسى علي، تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” شارحا موقف بلاده، ومخاوفها من عواقب نشوب صراع مسلح في جارتها النيجر على أمنها واستقرارها، قائلا:
• تشاد ليست عضو في “إيكواس”، وقرار التدخل المحتمل الذي هددت به المجموعة، والتي من أعضائها النيجر، يخص حصرا أعضاءها.
• ترى دول “إيكواس” أن ما جرى في النيجر انتهاكا لمواثيق المجموعة، لذلك تعطي نفسها الحق في حماية النظام الدستوري في النيجر.
• رئيس الفترة الانتقالية في تشاد، محمد إدريس ديبي، كلّف من المجموعة بمهمة الوساطة بينها وبين الانقلابيين، وبالتالي سيكون دوره سلميا تجاه الأزمة، بالرغم من أن مبادرته رفضها القادة الانقلابيون.
• التلويح بالتدخل العسكري حاليا يتناقض والمهمة التي يقوم بها، وتشاد حريصة كل الحرص على الحل السلمي.
• من مصلحة الحكومة التشادية ألا تدخل المنطقة في صراع يمكن أن تكون له ارتدادات عكسية عليها.
• ليس مهم لدى تشاد ما إذا كانت السلطات في النيجر شرعية بموجب الدستور أم انقلابية، بل مصلحتها أن يعم الاستقرار المنطقة.
• هناك حدود طويلة بين تشاد والنيجر، وبالتالي تخشى أي عداء مباشر مع السلطات الانقلابية قد يؤدي إلى أن تسمح تلك السلطات للمعارضة التشادية المتواجدة في الخارج باستعمال أراضيها كقواعد خلفية في حربها ضد الحكومة التشادية.
• في نفس الوقت، إذا حصل التدخل العسكري وطال أمده، وتعددت أطرافه، من غير المستبعد أن تتدخل تشاد ضد الانقلابيين، وتكون في الطرف المتفق مع فرنسا.
دور الوسيط في أزمة النيجر
سبق أن اتخذ رئيس الفترة الانتقالية، محمد إدريس ديبي، خطوة لحل أزمة النيجر بالطرق السلمية، عبر زيارته لنيامي، ولقائه برئيس النيجر المحتجز في القصر الرئاسي، محمد بازوم، في 30 يوليو.
وأفاد مسؤول نيجري حينها، في تصريحات صحفية، بأن ديبي يعمل على وساطة للإفراج عن بازوم، وعودته إلى منصبه.