كانت خطبته عن عذاب القبر ...والافعى ذات القرون التى تقدف اللهب من فمها ، وتلتف على الميت فتعصره حتى تخرج احشائه؟
تخيلت ذلك كله وانا أرتعد خوفا؟...ولكن في ذات الوقت كنت انتظر انتهاء الخطبة والصلاة ، لاخرج للشارع لاواجه الافعى الاخرى فى حياتى.. الافعى التى لا ترحم فقري ولا ضعفى ولا قلة حيلتي ، الافعى التى تلتف على حياتي , وتشل تفكيري , وتعصر بطني حتى الجوع, الافعى التى قتلت امي بمرض السرطان ولم نستطيع توفير العلاج من فقرنا , الافعى التي جعلت ابي يعمل حمالا رغم تقدم سنه ليوفر لنا لقمة العيش , الافعى التى جعلتني اترك الدراسة وانا طفل لاحمل اسطوانات الغاز لاساعد أبي فى مصاريف البيت , الافعى التى تمنعنا من شراء ملابس العيد ,وتمنعنا من فرحة العيد ؟هذه الافعى يباركها شيخنا من على منبر المسجد ,ويدعوا لها بطول العمر وبالبركة في ماله ورزقه ويطلب منه أن يتصدق علينا من ماله نحن الفقراء ...وحتى يتبرع للمسجد لإصلاح دورات المياة المتهالكة ...
دعك من افعة القبر يا شيخنا ..فالله يتولى امرها ؟
الافعى في الخارج تنتظرنا ,يا فضيلة الشيخ ان لم تستطيع منعها من اللتهامنا نحن الفقراء ...فعلى الاقل لا تدعوا لها بطول العمر ؟