شرطة الدورة الشهرية أو مايُسمى شرطة الحيض ( menstrual police) قد يبدو المصطلح غريباً على القارئ وقصته:
في عام 1966 قرر طاغية رومانيا تشاوشيسكو زيادة عدد السكان كخطة لعشرين سنة قادمة، حيث ستساعد فيما بعد في زيادة اليد العاملة تلك الأيادي ستزيد في جمع الثروات له و لزوجته، فقام بتعيين أطباء النساء وأطلق عليهم شرطة الطمث (menstrual police )حيث تقوم بدورها بمراجعة النساء بشكل شهري للتأكد من أنهن في حمل مستمر وحتى لايتم الاجهاض، بل وفرض ضرائب على العائلات التي لديها أقل من خمسة أطفال. ووضع الجواسيس والعملاء في مراقبة الأزواج الذين لا ينامون مع زوجاتهم شرطة السرير (The bed police ) وهي أشبه بكتائب الدفاع الوطني..
وكانت المدراس الابتدائية في رومانيا تعلم هؤلاء الأطفال منذ نعومة أظفارهم قاعدة تقول بالروماني: الجميع من أجل واحد و واحد من أجل الجميع..
Toți pentru unu, și unu pentru toți.
يعني أن جميع الرومان يفدون تشاوشيسكو بأرواحهم و هو بدوره يفديهم بروحه.
هذه القاعدة كانت تترسخ في وعي و وجدان الشعب الروماني وتساعد الطاغية وزوجته إلينا تشاوشيسكو فيما بعد بجمع الثروة على أكتاف هؤلاء..
ولكن ماحدث عام 1989م أي بعد 23سنة..
اصيب تشاوشيسكو بجنون العظمة في نهاية حياته.فكان يطلق على نفسه القائد العظيم، دانوب الفكر نسبة لنهر الدانوب، والمنار المضيء للإنسانية والعبقري الذي يعرف كل شيء.. لايقبل انتقاد ولا يبدي أي رحمة لمعارضيه، ومما زاد في جنون العظمة لديه وجود متملقين حوله يصفونه بأوصاف مبالغ فيها مثل يوليوس قيصر، الاسكندر الأكبر، منقذ الشعب وأن عصره هو العصر الذهبي..
وفي نفس الوقت كانت زوجة تشاوشيسكو تقيم الحفلات الباذخة لدائرتها الضيقة، في حين كان الرومانيون يعانون الجوع بسبب توزيع الطعام بنظام الحصص، ويتحملون صقيع الشتاء دون مواقد تدفئة، وحيث اشتهرت بشرائها أغلى الثياب والأحذية والبذخ على حساب قوت الناس وفقرهم و جوعهم..
فثار الشعب الروماني واندلعت المظاهرات في رومانيا فجأة وبشكل لم يكن متوقع وكانت البداية بخروج عدد من طلبة الجامعات في مظاهرات احتجاجية لم يسترح لمشاهدتها تشاوشيسكو، إذ اعتبرها تحديا شخصيا له، فأمر قوات الأمن الداخلي بالقيام بإطلاق النار على المتظاهرين متهمهم بالعمالة للامبريالية وأنهم ضد الوطن . وكانت النتيجة مقتل 20 طالبا.. فثار الشعب الروماني وتم اعتقال نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته إيلينا الذان حاولا الفرار يوم 25 ديسمبر 1989..
أثناء تنفيذ حكم (الاع.دام)والذي تم عرضه على التلفاز ليراه الشعب كانت زوجته تقول للجنود أتركوني أنا أم الشعب أنا أمكم الحنون.(وتقصد أنا جاء بكم إلى الحياة عن طريق شرطة الطمث) ثم أطلق الجنود النار عليهما وانتهت قصة طاغية عام (1989)..
صورة الطاغية تشاوشيسكو وزوجته إيلينا لحظة (الاع. دام)