العقد الأخير من القرن شهدت افريقيا عودة قوية، لظاهرة الانقلابات في القارة السمراء وكان آخرها انقلاب بوركينا فاسو، الذي جاء بمجموعة عسكرية جديدة إلى السلطة في البلاد، تحت رئاسة إبراهيم تراوري. ويعتبر مراقبون أن عودة الانقلابات إلى أفريقيا، تطرح معضلة فشل القارة، في وقف الظاهرة، التي وصل عدد محاولاتها الفاشلة والناجحة، إلى حوالي 205 محاولات انقلاب، منذ بدء استقلال البلدان الأفريقية، عن الاستعمار الأوروبي، نهاية خمسينيات القرن الماضي.
ويُشير المراقبون إلى أنه ورغم أن حدة الانقلابات العسكرية، في القارة الأفريقية، كانت قد تراجعت في بداية الألفية الحالية، إلا أن العقد الأخير، شهد عودة قوية للظاهرة، إذ تشير التقديرات إلى أن العامين الماضيين، شهدا وقوع ستة انقلابات عسكرية، إضافة إلى الانقلاب الذي شهدته النيجر مؤخراً.
ويعزو خبراءُ في الشّأن الأفريقي، استمرار مسلسل الانقلابات في القارة السمراء، إلى عدة عوامل يمكن إجمالها في وجود حالة من انعدام الاستقرار السياسي، بكل ما يتفرع عنه من وضع اقتصادي متدهور، وبيئة أمنية مضطربة، وعدم وجود مؤسسات راسخة للحكم المدني.