·
فى مجتمع قبلى محكوم بجغرافيا الصحراء ومربوط بالعادات والتقاليد وبعيد عن حاضرة المدن وثقافة الحضر تنحصر خيارات القيادة وصناعة الكريزما العامة التى تقود المجتمع فى عنصرين لا ثالث لهما :الرهط... وهى هبة لا دخل للانسان بها لانها تولد معه وفى جينات دمه؟...والمال والنفاق ...وهما مكسبان مادي ومعنوي قد يصنعهما الانسان بطريقته الخاصة.
فى فوضى دولة فبراير الخلاقة لكل ما هو جديد وغير معهود ظهرت على السطح فى مجتمع التبو شخصيات لا يعرفها احد فى السابق تسابقت فى فى حمى البحث عن مكسب في تصدر المشهد الاجتماعي والسياسى والثقافي فى مجتمع التبو , وكان للعامل العرقى لمكون التبو كأقلية عرقية فى محيط اجتماعى عربى في ليبيا الدور الاكبر فى ابراز هذه الشخصيات الى السطح .فهى من جهة جاءت فى ظل محاصصة قبلية وعرقية بالاضافة الى شغف المحيط الاجتماعى العربى لاشراك الاقليات العرقية فى المشاركة السياسية حتى تنفى عن نفسها تهمة التهميش والظلم للاقليات ومن جهة اخرى نهم السلطة والمال والشهرة لذا هذه النخب ؟
وجدت بعضا من هذه الشخصيات ضالتها فى هذه التوجهات فركبت الموجة ليس من اجل مساعدة مجتمعها وانتشاله من التهميش والظلم بل من اجل مكاسب مادية وذلك بكسب اكبر قدر من المال او مكاسب معنوية لثميل دور او انتحال شخصية زعامة او مشيخة او سلطنة ثمتل القبيلة ؟
الذين اختصروا الطريق واتجهوا للمكاسب المادية والثروة فى ظل الفوضى شكلوا اقل ضررا للمجتمع التباوى من نضرائهم ممن اتجهوا لثمتيل دور الزعامة , فهؤلاء لا زلنا نعانى من آثارهم السلبية لانهم يتقمصون شخصية و يتكلمون باسم القبيلة بدون اي تفويض من القبيلة فى كل محفل ولا زالوا يورطون مكون التبو فى الصراعات السياسية والثقافية التى تشهدها ليبيا فى مناسبة وبدون مناسبة ؟
وليس ادل على ذلك من تأييدها لمختلف التيارات السياسية والمناطقية وحتى الايدلوجية على الساحة الليبية بدون ادنى معرفة بتوجهاتها السياسية .
ان غياب القيادة الاجتماعية المسيسة على مستوى القبيلة وفرت مناخا مناسبا لظهور قيادات مصلحية تعمل لحسابها الشخصى بعيدا عن مصالح مكون التبو ودورها فى الصراع السياسى فى ليبيا .وازمة هذه القيادات المصلحية انها لا تعى وليس لديها القدرة على الوعى بنتائج معادلة الصراع السياسى والاجتماعى-الثقافي الذى يدور فى ليبيا . لذلك نجدها تتخبط بين تصريحات اعلامية غير مناسبة وفى غير وقتها وبين صناعة تحالفات غير مجدية ولا تخدم قضية اقلية التبو فى ايطار الوطن الواحد فى الوقت الحاضر.
عندما تخرج وتتكلم باسم القبيلة ,وانت لا تحمل اي تفويض من القبيلة فانت دكتتور صغير يتحين الفرصة للانقضاض على القبيلة لترتقى على جماجم ابنائها الى وهم السلطة.
تباوي- ودبلوماسي سابق