الكيان الديمقراطي

ليس في استطاعة مجتمعات في دول ذات بنية تقليدية عاشت في عزلة لقرون من ان تتحول في عقد من الزمن الى "دول" ذات مؤسسات ودستور ونقابات ونشطاء سياسيون وان تمارس الفصل بين السلطات وحريات الفكر والتعبير والصحافة ... وتعيش كمجتمعات مدنية ... الامر ليس بهذه السهولة وليس مجرد تغييرا في المسميات ... وانما هو صراع ونضالات بطيئة .. وحراك للأمام احيانا وأحيانا اخرى للخلف .. هو انتصارات وانكسارات ... ودموع وعرق ودماء قبل ان يستتب التغيير ...

لا يمكن لمجتمع أن يقفز من العشيرة والقبيلة الى دولة مؤسسات باجتماع في "مربوعة" .. او بيان في صالة فندقية ... ولا يمكن لمن تربى ومارس العلاقات العشائرية والانتماء الجهوي طيلة حياته من أن يتحول بين ليلة وصبحها الى رئيس حكومة تنفيذية لكيان ديمقراطي .. إلا اذا كانت المسألة اشبه بالحفلات التنكرية او مهرجانات القرقوز .. حيث تستطيع مع القليل من الخيال وبعض المكياج والتنكر ان تخدع من صغرت عقولهم..!!! ..