الهدهد والغراب

من اروع ما قرأت ----

تنازع الهدهد والغراب يوماً على حفرة ماء، كلٌّ منهما يدّعي بأنّ الحفرة له واختصما ولم يستطيعا حلَّ الخلاف بينهما !

‏وبعد نزاع طويل، اتفقا على أن يحتكما إلى قاضي الطير البوم

‏فذهبا إليه وسردا عليه قصتهما، فطلب منهما البينة :

‏فمَن يملك البينة تكن الحفرة من نصيبه

‏فنظرا إلى بعضهما، والتزما الصمت وعندما طال صمتهما، علم القاضي بأنه لا بيّنة لواحد منهما على الآخر !

‏ثم ما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد

‏فقال له الهدهد متعجّباً : لمَ حكمتَ لي بالحفرة أيها القاضي

‏؟

‏️فرد القاضي قائلاً :

‏لقد اشتهر عنك الصدقُ بين الناس

فقالوا: "أصدقُ من هدهد"

‏فسكت الهدهد للحظة ثم قال :

‏"إنْ كان الأمرُ كما قلتَ، فإني والله لستُ ممن يُشتهَر بصفة ويفعل خلافها، هذه الحفرة للغراب، ولئن تبقى لي هذه الشهرةُ، أفضلُ عندي من ألف حفرة

العبرة :

‏سُمعتك الطيبة هي رأس مالك، وستعيش اكثر منك، فتشبث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك وحتى بعد مماتك وكُنْ كما قال الشاعر :

‏قد مات قومٌ وما ماتت شمائلهم

‏وعاش قوم وهمْ في الناس أمواتُ