ترتبط هذه القصة بتجربة فكرية نُسبت إلى الفيلسوف الفرنسي جان بوريدان الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي.
اشتهر بوريدان بطرحه لمعضلة عقلية حول صعوبة اتخاذ القرار عندما تكون الخيارات متساوية تمامًا، وتُعرف هذه المعضلة باسم "معضلة حمار بوريدان".
تدور القصة حول حمار تُرك لفترة من الزمن دون طعام أو ماء، حتى بلغ به الجوع والعطش أشدهما.
ثم وُضع أمامه حوضان: أحدهما يحتوي على الماء، والآخر على الطعام، وكان كلا الحوضين يبعدان نفس المسافة عن الحمار، أحدهما إلى يمينه والآخر إلى يساره.
طرحت التجربة سؤالاً فلسفياً: "إلى أي الحوضين سيتجه الحمار أولاً؟" فبما أن الحمار في حاجة إلى كليهما، وبما أن المسافة متساوية، فمن المفترض أن يختار أحدهما بشكل عشوائي. لكن وفقاً للتجربة،
لم يستطع الحمار اتخاذ القرار بسبب تساوي الدافعين (الجوع والعطش) وتساوي المسافة، فظل واقفاً حائراً، عاجزاً عن ترجيح أحد الخيارين، حتى مات جوعاً وعطشاً دون أن يتحرك.
تهدف هذه القصة إلى تسليط الضوء على الإشكالية الفلسفية المتعلقة بالحريّة والإرادة والاختيار، وتُستخدم كمثال على ما يمكن أن يحدث عندما يتجمد الكائن الحي أمام خيارين متساويين، دون مرجّح خارجي يحفزه على اتخاذ قرار.
منقول