الجزء الثالث والاخير
بدأت الاصوات تتعالى حينا وتنخفظ حينا آخر, واللسنة اللهب بدأت كانها شهاب ثاقب تبهر الابصار, وبينما الحال كذلك بدأ النوم يداعب جفونى ويتسرب الى انحاء جسمى حتى اخدنى فى سبات عميق , لم استيقظ الا على صوت "كوريمى " وهو يوقضنا لاداء صلاة الفجر, استيقضت فى فزع وانا لا اكاد اصدق اننى نمت كل هذا الوقت ,وتوجهت بنظرى الى مكان حفلة الشيطان ولكننى لم أرى شيئا فالامر برمته كانه كان حلما وتلاشى..
بعد صلاة الفجر , حرصت ان اصنع الشاهى بنفسى واقدمه ل"كوريمى" على امل ان يسمح مزاجه بالاجابة على تلك الاسئلة والتى تثقل رأسى ,فسألته عن هذه الاصوات واللسنة النيران والتى شاهدناها الليلة الماضية فى الجهة المقابلة؟
اجابنى وهو يحتسى كأس الشاهى وقد علت الابتسامة وجه , يا ابنى هذه " كازرا" وما كان البارح هو عرس الشيطان وكان لابد ان تشاهد ما شاهدته البارحة.ليل كازرا ليس..ليس كنهارها فالليل دائما ملىء بالافراح ..
واضاف "كان للشيطان الكبير ولدان فى تبستى فطلب من ولديه غواية ولى صالح اسمه "مهدى"( لذلك نتبرك نحن التبو ونقول دائما "بركة شدى مهدى") ولكنهما لم يستطيعا غوايته لانه كان رجلا تقيا ووليا صالحا فغضب الشيطان الكبير من ابناءه فحلت عليهما لعنته فتشردا شرقا وغربا..ورفعت لعنة الشيطان الكبير احدهم الى منطقة "كازرا" ورفعت الآخر الى منطقة"مآو"..
فى التقاليد التباوية فى اقليم " زلا" والى زمن قريب كان لا يستحب السفر خلال الثلاث ايام الاولى من عيد الاضحى , وخاصة عبر منطقة "كازرا"... حيث يحكى ان بنتان كانتا ترعيان الغنم فى الايام المحضورة قد اختفتا ولم يعثر لهما على أثر حتى يومنا هذا.
يا بنى انت مرحب بك دائما فى "كازرا" ما لم تزعج الشيطان و تشاركه افراحه ..
نهاية القصة...